قصتي مع ريفلكس ابني

في الساعة السابعة إلا ربع صباحاً، بدأت دموع الفرح والراحة تذرف من عيناي عندما سمعت بكاء ابني البكر باسل، عندها انتهى مخاضي المؤلم والذي دام لمدة ٢١ ساعة دون تخدير

كان شعوري لا يوصف عندما حملتُ ابني عارياً حيث لامس جلده جلدي، حينها علمتُ أن حياتي كأم قد بدأت وأن مرحلة الأمومة التي كنت آمل أن تكون يسيرة قد انطلقت ... هكذا اعتقدت

عند الساعة ٦:٥٦ صباحاً، نُقل ابني باسل إلى "وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة" الأحرف الأربعة التي يخشى سماعها كل الآباء الجدد
 تم نقل باسل إلى هناك لأنه ابتلع مزيج من السائل والفضلات الأولية للطفل حيث كان يعاني من متلازمة الضائقة التنفسية

مضى أربع وعشرين ساعة لم أنم خلالها من قلقي على ابني ... في الوقت الذي كان ابني بالعناية المركزة كنت أعاني من آلام ما بعد الولادة وأوجاع لا يمكن وصفها وكانت تُراودني أفكار مرعبه من خوفي على ابني. بعد انقضاء أربعة ليالي صعبة جداً، تم تخريجنا أنا وابني من المستشفى .... أخيراً سأذهب إلى المنزل مع ابني الذي أصبح بصحة جيدة ... أخيراً سأستطيع النوم كما ينام جميع الأطفال في الأيام الأولى بعد الولادة . لكن طفلي لم ينم إلا أثناء الرضاعة ... وفور رفعه عن صدري ووضعه على سريره يستيقظ ولا يعود للنوم إلا بعد أن أضعه مُجدداً على صدري

أصبحتُ مرهقة ومحرومة من النوم، ولم أكن أعرف ماذا يجري مع ابني، وبدأنا أنا وزوجي وأمي نتناوب على حمله لكي يستطيع أن ينام   في اسبوعه الأول كان يبكي معظم الوقت ولم أكُن أعلم السبب ... بدأت أبحث بالإنترنت عَلّي أجد ما يفيدني لمعرفة ما يجري مع طفلي ... وبعد البحث المتواصل وجدت أنه من المحتمل أن يكون لديه حساسية ضد مشتقات الألبان ... حينها قررت عدم تناول أي من مشتقات الألبان كي لا أنقلها له خلال إرضاعه

  مرت ثلاثة أسابيع ولا يزال لا يستطيع النوم دون أن يُحمل ... وتوقفي عن تناول مشتقات الألبان كانت له نتائج إيجابية حيث قل بكاءه إلا أن نومه لم يتحسن ... وكان الأطباء يقولون لي حينها أن الأمر عادي وبأنه سيتحسن عندما يبلغ من العمر ثلاثة أشهر ... وطالما أن وزنه يزيد فلا داعي للقلق

  لكن عندما بلغ الثلاثة أشهر لم يحصل أي تحسن... حينها كنتُ أضعه على صدري باستمرار وبالكاد ينام وأنا لا أبالغ حين أقول أنني كنت أُرضعه أكثر من مائة مرة في اليوم. بدأت من جديد أبحث بالإنترنت وبشكل مُكثف إلى أن وجدت أن الأعراض التي يعاني منها طفلي متشابهة إلى حد كبير مع أعراض الريفلاكس الصامت 

  فرحتُ كثيراً لأنني شعرت أني أصبحت أعلم ما يجري لطفلي ... وبأنني من الممكن أن أكون قد وجدت الحل

  خلال هذه المدة كنت أذهب باستمرار لزيارة عدة أطباء لكن دون أي فائدة ... وفي إحدى الزيارات انهارت دموعي أمام أحدهم، فنصحتني أن أجعله يجلس لفترة بعد كل وجبة حليب لربما أكون على حق باعتقادي أنه يُعاني من الارتجاع المعوي... علماً أنني كنت أجعله يجلس لمدة بعد كل رضعه وكنت متأكدة بأنني على حق ... لكن كيف ولماذا لا يرى الأطباء ذلك؟... كدتُ أفقد عقلي

  انتهى الشهر السادس ولم يحصل أي تطور، فالنوم لمدة ساعتين متواصلتين كان بمثابة حلم بالنسبة لي ... كنتُ أتمنى أن أقوم بتحريك يداي دون قيد وكما يحلو لي ... فطفلي كان لا يرتاح إلا بين ذراعيّ وهو محمول. 

  وعندما اعتقدت أن الأمر لا يمكن أن يصبح أسوء ... تفاجأت عندما بدأت بإطعام ابني وجبات غذائية أن الوضع أصبح أسوأ من قبل بكثير ... كان طفلي باسل يبكي عند محاولتي إطعامه ... ولم يكن يريد أن يفتح فمه ليتناول الطعام وكان يستيقظ باستمرار طوال الليل ... الوجبات كانت كالكابوس. 

  كان الأطباء يقولون لي أنه عندما يبدأ بتناول الوجبات الغذائية سيتحسن حاله لكن هذا كان أبعد ما يكون عن الواقع ... فلم يحدث هذا أبداً... بل على العكس، وبدأت أفقد صوابي وأشعر بالانهيار 

  في إحدى زيارتي لدمشق، أخذته عند أحد أطباء الأطفال ... وبعد أن شرحتُ لها حالة طفلي قالت لي أنه من الواضح أن لديه " ريفلكس " ووصفت لي بعض الأدوية... أخيراً اقتنعت طبيبة أطفال بتشخيصي حول ما يجري مع ابني .... وكنت جداً سعيدة أنها وافقتني الرأي... أمضيت ثلاثة أيام بعدها وأنا أبكي دون توقف من حزني على طفلي والعذاب الذي عانينا منه على مدى ستة أشهر والذي كان من الممكن تفاديه

  عند بلوغه الشهر التاسع، أصبح الدواء يساعده للتغلب على أوجاعه إلا أنه كان لا يزال يستيقظ كل ساعتين وينام على صدري طوال الليل فقد كان هذا يُريحهُ ... كان باستمرار يبلع ريقه ويشخر ... كان واضحاً أنه غير مرتاح، ولم أصدق أبداً أن هذا شيء طبيعي وعادي 

  تعبت من تجاهل الأطباء للوضع، ومن قولهم أن ما يجري مع طفلي هو شيء طبيعي وأنه عليّ أن أتحلى بالصبر وبأنه سيتخلص مما هو فيه كلما كبر 

  كنت أعتقد أنه سيبقى على هذا الحال لسنوات، عندها أدركت أنني بحاجة لمساعدة فلا يمكنني الاستمرار بهذه الطريقة ... وفي أحد الليالي وأثناء بحثي بالإنترنت وجدت على الانستجرام استشارية أخصائية " ريفلكس " للأطفال ... حينها لم أكن أعلم بوجود هكذا اختصاص، فقمت على الفور بتحديد موعد معها وكان هذا أفضل قرار اتخذته بحق ابني وبحقي

  عملتُ مع الأخصائية لمدة شهر وكان هذا أفضل شهر منذ أن رزقني عز وجل بابني باسل

 خلال الأيام الأولى من بدأ العلاج أصبح باسل طفلاً مُختلفاً ... فقد بدأ يستمتع بوجبات الطعام ... وتحسن نومه وتوقف شخيره وأصبح سعيداً.  كان لديه حساسية لعدة أنواع من الطعام التي كنت أتناولها حيث كنت لا أزال أرضعه... وكنت أطعمه وجبات غذائية غير مناسبة لحالته

  لقد غيرت حياتي وأنقذتني من نفسي فقد كنت على وشك أن أدخل باكتئاب مزمن ... بمعنى آخر أنقذتني أنا وابني وأنا مدينة لها ... عندها قررت أن أصبح مستشارة " ريفلكس " للأطفال

  لهذا أردت أن أقول لكِ بأول مقال أكتبه أني أصدقك عندما تقولين أنك تفعلين كل ما بوسعك ... أصدقك عندما تقولين أنك على استعداد أن تضحين براحتك لأجل حمل رضيعك طوال الليل ... أصدقك عندما تقولين أنه لا يمكن أن يكون هذا الأمر طبيعي

تأكدي أن ما يحصل معك لا ذنب لك فيه ... نعم "الريفلكس" حالة شائعة إلا أنها غير عادية ومن الممكن معالجتها والتخلص منها ... وأنا كمستشارة  "ريفلكس " معتمدة (الأولى والوحيدة في الشرق الأوسط) على استعداد لمساعدتك وبكل سرور ... فدعيني أساعدك

Previous
Previous

أربعة أمور لم يخبرني بها الأطباء عن ارتجاع المريء الذي عانى منه ابني